في ظلال الكلمة ... (الأمل)



يستخدم الكثيرون مقولة «تسلحوا بالأمل» فما هي حقيقة الأمل الذي يتحدثون عنه... ؟

الأمل مفهوم يعشعش في وجدان كل عاقل،  ولا يحتاج الى شرح لأنه أمر فطري في وجدان الأنسان،  وما أجمل بيت الطغرائي في لاميته الشهيرة:
أعلل النفس بالآمال أرقبها/
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

فالأمل هو الباعث الأول لحركة الانسان في حياته وانتاجه، بل في كل انجازاته الايجابيه...!
ولكن هناك زاوية أخرى لا يجب اغفالها عن الفكر والتفكر لتوجيه هذا المفهوم المسمى بالأمل، في الاتجاه الايجابي،  وقد لخص الشيخ الدمستاني رحمه الله ذلك في مطلع قصيدة من أروع مطالع القصائد الحسينية، حين اعتبر أن الأمل من مرديات الانسان والعياذ بالله،  حيث قال:
من يلهه المرديان المال والأمل   / لم يدر  ما المنجيان،  العلم والعمل

الأمل في وجدان الانسان طاقة كامنة، تحمل كل المواصفات الايجابية،  وهو في ذات الوقت يمكن أن يكون طاقة سلبية أيضا..
فإن تعاملنا مع هذه الطاقة بمحكمة العقل،  فقد سيطرنا على أقوى مخزون يقودنا الى التوكل على الله سبحانه،  وإن أسلمنا هذه الطاقة لنفسنا الأمارة بالسوء قادتنا الى مرديات الهوى والهلكات..
فالأمل اذن، ليس مجرد عملية تفكير مجردة،  وليس هو مجرد أحلام مخزونة في دواخلنا، بل هو طاقة من المبادئ والسلوكيات، نؤمن بها فنترجم من خلالها ايماننا الى حراك وعمل في حياتنا الدنيا لبلوغ غاياتنا بها...

السيد أحمد النمر الصائغ
٣شوال ١٤٣٧ هجري


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحظات تاريخية حول بحث «الأحسائيون ونشأة الدمام » (*)

مجتمع الصاغة ليس (بعض) سفهائه

الوحدة الاجتماعية في التعليم والقضاء بمنطقة الأحساء في 200عام (*)