مجتمع الصاغة ليس (بعض) سفهائه
![]() |
(٣ من شهداء حماة الصلاة، نموذج مشرّف لمجتمع الصاغة بالدمام) |
أولاً- أبرأ إلى الله من البذاءة ومن الفحش الذي شاهدته وسمعته، وما لم أشاهده وما لم أسمعه، والعياذ بالله، مما صدر بعنوان (الدفاع عن مجتمع الصاغة) تجاه شخص الشيخ عبدالله الردحة وتجاه أسرته الكريمة التي تتصف بالإيمان وتمثل جزءاً من جسد مجتمعنا المؤمن من (بعض السفهاء) الذين لا يمثلون مجتمع (الصاغة) ولا يمثلون قيمه ومبادئه، التي تتجلى ظاهرة في أعمال الخير والتعاون على البر والتقوى وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الظاهرة للقاصي والداني، وإن كان هؤلاء (بعضاً من أبنائه) الذين ندعوا الله لهم بالهداية، مذكّرا مَن أصابه بعضُ هذا السفه وهذا الجهلُ بقوله سبحانه {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}.
ثانيا- أنقل وبكل أمانه، أن ما صدر من تلك العبارات الفاحشة كانت محل استنكار واستهجان، لم يتح له الظهور والانتشار، كما يجب، إنصافا للحق ولأهله، ومنهم من تواصل مع الشيخ مباشرة، علما أنه تم محاولة تهييج الغرائز بادعاء بعض المتطاولين أن تطاولاً شمل مجتمع الصاغة، وهذا غير صحيح، وهي حيلة العابثين، لإثارة فتنة، واستغلال رخيص لذلك العنوان الكبير.
ثالثاً- من الواجب التنبيه، إلى أن ما تعرض له الشيخ عبدالله الردحة أخيرا هو امتداد لما سببه من إزعاج لبعضهم، قبل عامين، حين وصف مجتمع الصاغة بالدمام بأنه (مجتمع مريض) في سياق تقديم النصح والارشاد، وهو أمر لم يتفرد به الشيخ بمفرده، بل إنه توافق مع تشخيص غيره، ومنهم بعض رجال هذا المجتمع نفسه، ومنهم سماحة الحجة المرحوم الشيخ محمد بن محمد المهناء، الذي تحدث في أحد خطبه التوجيهية والارشادية، في شهر جمادى الثاني من عام ١٤٣٧ هجري، وهو المعروف بورعه وبشفقته وإخلاصه النصح لمجتمعه.
رابعاً- إن ما ظهر من أصوات نشاز، في حملة التعرّض للشيخ الردحة، بعنوان الغَيرة على الدين والمجتمع، لا تملك أدنى مصداقية في غيرتها، حيث أغمضت عينيها سابقاً، عما هو أشنع وأكثر فضاعة، مما تعرض له بعض رجال أسرهم، أو بعض أرحامهم، من الأسباب والدوافع التي اتخذوها ذريعة وسبباً -مع فرض صحة تقييمهم تجاوزات الشيخ- بل إن بعض هؤلاء السفهاء، شارك في طعن شريحة عريضة من علماء ووجهاء مجتمع الصاغة، من المعروفين بالإيمان والأيادي البيضاء، وما هذه الحملة التي ظهرت منهم إلاّ بسبب استيحاشهم شذوذ موقفهم عن الموقف العام لعموم المؤمنين من قضية اجتماعية وفتنة نسب أسرتنا، ومصارحة الشيخ لهم بذلك بكل استقلالية أعلنها ولم يحابِ أحدا فيها، بل عبّر عن رأيه فيها بكل ثقة وشجاعة، مستندا فيها إلى مواقف الشرع الشريف فيها، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر بينهم حول ما طرح من مغالطات فقهية، بعد أن غرر (العلامة الرمز) بكثير منهم عبر التحريض الظاهر والباطن، فوجد هؤلاء البعض منهم فرصة أن تعريض الشيخ الردحة بـ(العلامة الرمز) حول قضايا مستجدة، وهي محل خلاف بينهما، لتفريغ شحنة غضبهم من الشيخ، مستبطنين مواقفه السابقة، بصدور موغورة ونفوس مشحونة، وهذا ما تؤكده مشاركات وحوارات سابقة له مع بعضهم في صفحات الفيس بوك قبل عامين وأكثر، متجاوزين الآداب الشرعية للخلاف والاختلاف، بشكل فاضح منذلك الحين.
خامساً- لا يخفى على عاقل أن أكثر المستنفعين والمستأكلين من الفتن والقضايا الخلافية، يبحثون عن ذرائع ومبررات لاستمرارها، لاستهداف خصومهم وتسقيطهم وتشويه سمعتهم، وليس أخطر من التلطي وراء المفاهيم المقدسة، كما فعل هؤلاء السفهاء بعنوان الدفاع عن (العلامة الرمز) وتهويل انتقاد أخطائه الظاهرة، ومطالبة من اختلف معه التعامل مع هذا (العلامة الرمز) بمثابة المعصوم، في حين أن ما صدر منه من أخطاء صريحة، قد يراها البعض أكبر من أن يلتزم الصمت أمامها، وأنها لا تمنحه حصانة أمام من يختلف معه حولها، بل إن له تجاوزات لا يمكن تبريرها أو الدفاع عنها، لا أخلاقيا ولا فقهياً.
سادساً- لا يخفى على عاقل أن من مظاهر اختطاف المجتمع هو ارتفاع صوت من يريد اختطافه، أو من يريد استغلاله وتوجيه طاقاته لتحقيق مصالحه الشخصية فقط، بعيدا عن المصلحة العامة للمجتمع، وإن كان ذلك بواسطة تصرفات غوغائية في محضر (العلامة الرمز) لا تليق بالمجتمع الذي تحكمه الرصانة والوقار، كما شاهدنا ذلك في تجمعات يكال له فيها المديح والمبالغة وتقديم تزكيات -غير مسؤولة- بما لا يتناسب مع ما عُرف عن تواضع العلماء وسلوك أساتذة الأخلاق من علماء الشيعة و أكدته الروايات الشريفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وعن أئمة أهل البيت الطاهرين عليهم السلام ومنها، ما ورد كتاب وسائل الشيعة في حديث المناهي، أن النبي صلى الله عليه وآله نهى عن المدح فقال (احثوا في وجه المداحين التراب).
سابعا- وردت صفة (الملأ) في كتاب الله (١٥) مرة، مقرونة بالاستكبار والكفر والعدوان والتآمر، وفي سياق ذم، وفي سياق مصادرة الرأي الآخر وتغييبه والتضييق على أصحابه، فما ظهر ويظهر بين الحين والآخر في مجتمع الصاغة من شذوذ، هو نموذج لذلك، كما رأيناه في (منتدى مجالس الصاغة) الذي عُرف لاحقاً باسم (مزبلة الصاغة) حيث تبرأ منه حتى مؤسسوه، وإن ذلك لخير شاهد على كل ما تقدّم، من محاولة اختطاف صوت مجتمع الصاغة، المعروف بالوقار والاتزان والحرص على المصلحة العامة للمؤمنين، وإن مما يؤسف له أن يتم كل ذلك، بعلم وتحت رعاية (العلامة الرمز) الذي تم اطلاعه بما كان يجري من فحش وبذاءة في ذلك المنتدى، بل إنه الوحيد الذي عُرف بتواصله المباشر مع إدارته، بعد أن أسس وساهم هو شخصيا، لمرحلة هتك كرامات شريحة عريضة من مجتمع الصاغة نفسه، وفي صور أعياد الفطر لسنوات متتالية، بكل استهتار، ما يغنينا عن المزيد من الايضاح.
ثامنا- إن نشأة مجتمع الصاغة في الدمام، وهو امتداد لمجتمع الصاغة في الأحساء معروفة لدى الجميع، كتجمع إيماني حريص على الصلاح والاصلاح، وترسيخ الأخوة بين فئات المؤمنين، دون تمييز أو تفريق بينهم، ولم يكن يوماً (يداً باطشة لأحد، ولا بأحد) بل كان حريصاً على نشر قيم ومبادئ الاسلام وفقه أهل بيت النبوة والأخذ بآدابهم، من إغاثة الملهوف وإعانة المحتاج وإصلاح ذات البين، آمرين بالمعروف ناهين عن المنكر، بما توارثوه جيلا بعد جيل.
ومما أُثر عن أحد وجهاء الشيعة في المنطقة وهو بحق الأب الروحي لمجتمع الصاغة بالدمام، المرحوم الحاج حسين المحمد علي، قبل وفاته بمدة طويلة، وهو من هو في مصداقيته، باتهامه مباشرة لـ(العلامة الرمز) بالاستبداد، وحُب التسلط في الشؤون العامة، وكان ذلك بمحضر عدد من وجهاء الصاغة، في مجلس عام، وذلك بعد اختلافهم مع (العلامة الرمز) ورفضهم نقل الوقف الشرعي الى الأحساء (مجلسنا الكبير) قبل إنشائه، وكان (العلامة الرمز) مصرّا على ذلك، بعد حبسه (المال الشرعي) لأكثر من ١٥ عاما، لتحقيق غرضه، وهو موقف يعكس الصورة الحقيقية لمجتمع الصاغة، التي لا يريد لها المستنفعون والمستأكلون بالفتن انكشافها وظهورها، لأنها تفضح استبدادية وتسلط، عجزوا عن مكافحته، فراحوا يتراقصون خاضعين في دائرته أمام (العلاّمة الرمز) منتشياً، وهم غير مدركين معنى قوله تعالى {فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}.
ابن مجتمع الصاغة
السيد أحمد النمر الصائغ
الدمام
٢٥ صفر ١٤٣٨ هجري
تعليقات
إرسال تعليق