المشاركات

عرض المشاركات من 2016

على أنغام «كومة الجهل»…!

صورة
ماذا سيكون موقفك عندما ترى أشخاصاً يمثلون «كومة حقيقية من الجهل» في مجتمعك القريب..؟ ماذا ستكون ردة فعلك عندما ترى هؤلاء «الطبالين» بحق، وهم مزهوون باسم الدفاع عن التعقل والعقلانية، وباسم اجتناب الفتنة، يسوقوا عبارات الحفاظ على المجتمع والمصلحة العامة؟ ما هي مشاعرك عندما تنتفض «كومة الجهل» هذه، لأن أحد الأشخاص وصف رجلاً آخراً بأنه «صنم» فنبتَ لهم عرقُ الغيرة «المفقودة سابقا» وقد كان الصمت خيمتهم الكبرى، حينما أُخرج من الملة رمزٌ ديني بينهم، لا يقل شرفاً ولا علماً ولا مكانة ولا أمانة، بل هو أقرب رحماً لبعضهم،، مع أن «التكفير» أشد جناية وخطرا وجريمة وبهتانا، بل إن بعضهم تسابق للتصوير مع ذلك التكفيري الأرعن..؟ بالله عليكم هل هناك جهل أوضح وأصرح من هذا الجهل…؟ كلمتي الأخيرة في هذه الشقشقة: إن مجتمعاً تتحرك غيرةُ بعض طبّاليه في الصيف، وتغفو في الشتاء، بلا خجل، هي بوابة الذل للإنحطاط، وهي محرقة المبادئ والقيم لأركانه وأسسه، لأنهم بعد لم يدركوا بحق أنهم «كومة من الجهل» فـ«قبح الله كل جاهل»  ١ صفر ١٤٣٨ هجري

كرامة الصاغة ليست بالردح وتقبيل أقدام رمز

صورة
أحوال بعض الناس في هذه الدنيا عجيبة وتثير الدهشة، بل تثير الشفقة عليهم...! ولا عجب أو استغراب، اذا انتكست المعايير، وسيطر الاندفاع الجمعي (بما يسمى العقل الجمعي) على تفكير الجماعات التي تصم سمعها عن كل ما لا يتفق مع أهوائها..! الأيام الخوالي، أكدت أن كثيراً من المؤمنين خاضوا في ما لا يليق بهم، وكان أحدهم، هداه الله، تعرّض بنفسه سابقا لمؤمنين، في مجالس عامة، مع أنهم أرحامٌ له، ولم يكف لا بالنصيحة ولا بالكلمة الطيبة، من أكثر من ناصح له، لأكثر من مرة، ولكنه مع الأسف الشديد، لم يرتدع إلاّ بالكلمة القاسية، من قبل بعض (أرحامه)..! ومن انتكاسة المعايير أن تراه اليوم كـ«الوكيل والمحامي» عن المبادئ والتقوى، مطالبا غيره، من خلال تعريضه بلهجة الآخرين، والانتقاص من كراماتهم، للتوقف عن التجاوزات على سماحة الرمز ...! وبعيدا عن تشخيص الحالات الفردية، يعجب الانسان من هذا الاندفاع، لتسجيل الحضور في مشاهد هياج ملفتة وسخيفة ومقززة، يظهر مجتمع الصاغة (وحدهم) بحالة من السفه والخفة وعدم الرشد في محضر سماحة الرمز، فما بين «رادح» في المجالس، وبين «تقبيل تصنيمي» وبين «آسف على فواته شرف ت...

المبادئ والمعايير

صورة
# حاكم الناس بالمبادئ والمعايير، تقضي على الاصطفافات. # اعطني معايير ومبادئ، أقدم لك انصافا وعدالة. # المبادئ والمعايير تحاكم الأفعال ولا تحاكم الأشخاص. # المبادئ والمعايير لا تحتاج الى نفوذ ولا متنفذين. # المبادئ والمعايير، لغة العقل وليست لغة عواطف. # المبادئ والمعايير، منطقة موقرة، وذات هيبة لدى المختلفين. # المبادئ والمعايير، يكافحها المستنفعون من غيابها فقط  # المبادئ والمعايير، لا تسلب أحداً حقه، ولا تمنح لأحد أكثر مما يستحق. # المبادئ والمعايير، لا تصوغها الأهواء، ولكن تغيّبها. # المبادئ والمعايير، لا تسمح لأحد أن يحكمها، ولا أن يَحكُم غيرَه بغيرها. ٢٠صفر١٤٣٨ هجري

كلمة أماتت أمة

صورة
الكلمة حياة أو موت، وهي قرار ومبدأ، وهي هوية وصراط، الكلمة بذرة قابلة للنمو، فما هي ثمرتها ومن هو زارعها ومن هو آكلها…؟ هي مجرد كلمة، ولكنها صبت المصائب صباً على أهل بيت النبوة الطاهرين {الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا} بدءاً بعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، مرورا ببقية الأئمة الهداة المهدين، مصائب ممتدة إلى عصرنا الحاضر بما يشهده صاحب العصر والزمان (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) ويعتصر قلبه ألما به من ظلم وجور يكاد أن يطبق مشارق الأرض ومغاربها.. «يهجر» أو كما يريد البعض أن يخفف وقعها وشناعتها برواية «غلب عليه الوجع» هي مجرد كلمات قيلت، بعد أن تلقّوا أمراً من النبي محمد صلى الله عليه وآله، فتلكأوا، ولكن ما هو أثر هذه الكلمة وإلى ما قادت الأمة وماذا أحدثت بها من انحراف ومن تخبط، وليس أبلغ من وصف أمير المؤمنين عليه السلام بحالها في خطبته الشقشقية بقوله عليه السلام « فَمُنِيَ النَّاسُ لَعَمْرُ اللَّهِ بِخَبْطٍ وَشِمَاسٍ وَتَلَوُّنٍ وَاعْتِرَاضٍ». «يهجر» أو «غلب عليه الوجع» مجرد كلمة، ولكنها انتجت منهجاً، لا نزال نعيش تحت وطئته منذ أكثر من ١٤ قرنا، وهي ليست م...

حيدر العبدالله والصدى الوطني

صورة
يتعرض الشاعر المبدع حيدر العبدالله لـ(حملة طائفية مسعورة) وقد كشفت هذه الحملة تضخمَ مرضٍ أخلاقي عضال، نتيجة لحملات التحريض المكثفة السابقة والمستمرة التي مارستها (كثير) من وسائل الإعلام تجاه أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام…! ولعل المشاعر والوجدان مكبلة بقيود الذهول والدهشة أمام ما يراه تجاه فارس من فرسان الشعر في المملكة العربية السعودية وقف منشدا بقصيدة رائعة، بكل مقياس الوطنية والشعر والبلاغة الأدبيين، في يوم اعتبر يوماً وطنيا مشهودا بالمنطقة الشرقية.  وكان على من يعد نفسه وطنياً أن يقف لهذا الشاعر الكبير إجلالا، واحتراما، لا أن نرى ما نراه من هبوط وتدني في المشاعر والأحاسيس الوطنية، والطائفية البغيضة، في بعض وسائل التواصل الاجتماعي.  وهنا نقف لحظة لنقول، بحق إن هذا الفئة، لا تعرف الوطنية، إن لم تكن عدوة لها، وإن هذه المشاعر الحاقدة، ولو على جزء من مكونات طوائف هذا الوطن، بما ظهر في كلماتهم، لا تحمل من مفاهيم الإنسانية والوطنية إلاّ جعجعة لا تساوي قلامة إظفر.

مجتمع الصاغة ليس (بعض) سفهائه

صورة
(٣ من شهداء حماة الصلاة، نموذج مشرّف لمجتمع الصاغة بالدمام) أولاً- أبرأ إلى الله من البذاءة ومن الفحش الذي شاهدته وسمعته، وما لم أشاهده وما لم أسمعه، والعياذ بالله، مما صدر بعنوان (الدفاع عن مجتمع الصاغة) تجاه شخص الشيخ عبدالله الردحة وتجاه أسرته الكريمة التي تتصف بالإيمان وتمثل جزءاً من جسد مجتمعنا المؤمن من (بعض السفهاء) الذين لا يمثلون مجتمع (الصاغة) ولا يمثلون قيمه ومبادئه، التي تتجلى ظاهرة في أعمال الخير والتعاون على البر والتقوى وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الظاهرة للقاصي والداني، وإن كان هؤلاء (بعضاً من أبنائه) الذين ندعوا الله لهم بالهداية، مذكّرا مَن أصابه بعضُ هذا السفه وهذا الجهلُ بقوله سبحانه {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}. ثانيا- أنقل وبكل أمانه، أن ما صدر من تلك العبارات الفاحشة كانت محل استنكار واستهجان، لم يتح له الظهور والانتشار، كما يجب، إنصافا للحق ولأهله، ومنهم من تواصل مع الشيخ مباشرة، علما أنه تم محاولة تهييج الغرائز بادعاء بعض المتطاولين أن تطاولاً شمل مجتمع الصاغة، وهذا غير صحيح، وهي حيلة العابثين، لإثارة فتنة، واستغلال رخيص لذلك ا...

النقاط (١٣) ليس مجرد قراءة أو تحليل أو وجهة نظر..!

صورة
ثلاث إجابات متباعدة، صدرت من جناب العلّامة حول هذه النقاط، خلال (٧) سبع سنوات، بعد انكشافها القسري، تختزل شيئا من مشهد أزمة ظاهرة للجميع، لا يتنكر لها مؤمن عاقل، وتختزل المشهد المضطرب لجنابه ودوره في فتنة اجتماعية شديدة وامتدادها لأكثر من (٨) ثمان سنوات متتالية. ولا ندري هل أن محاولة تجاهلها أمرٌ يتعمّده، أم لأنها تمثل ورطة الكبار الذين يصعب إعلان تراجعهم عن فشل وخطأ ما، في تطبيق أحكام شرعية -إن أحسنا الظن- أم هي مخالفة مقصودة للشرع الشريف، والاقرار بها يعني الكثير..؟ مع ملاحظة الاجابات المضطربة التي صدرت منه خلال تلك السنوات : الأولى: مُو كِلْهِن، مُو كِلْهِن  الثانية: ليس بيني وبين أحد أي مشاكل الثالثة: إن شاء الله، إن شاء الله تنحل حقائق ووقائع، أم مجرد وجهة نظر واختلاف رأي..؟ قد يظن بعض المؤمنين المخلصين أن دعوانا في موضوع هذه النقاط (١٣)، أنها مجرد وجهة نظر أو قراءة وتحليل يحتمل الرأي والرأي الآخر، أو وتفسيرات وتأويلات، أو تهويل لها..! لا يوجد في الشرع الحنيف شيء يسمى وجهة نظر تبيح إهانة مؤمن، ولا يوجد في الشرع الحنيف شيء يُس...

اعتذار كريم أو اعتذار انتهازي...؟

صورة
الاعتذار عن الأخطاء فعل الكرام والشجعان، ولكنه قد يصدر من الجبناء أيضا...! لا يصدر الاعتذار من أصحابه دون دوافع ودون أهداف من عاقل، فلنستعرض بعض الدوافع وبعض الأهداف، ونسنعرض أصناف المعتذرين... إن من الطبيعي أن تكون الدوافع لمبادرات الاعتذار، تتضمن الاقرار بالخطأ، ويتمثل بعضها بالتالي: 1- سمو أخلاقي، يعكس طبيعة وتكوين نفس المعتذر، وهو اعتذار الكرام، لأنه قد يصدر من غير المؤمنين أيضا. 2- ورع وخشية من الاثم، وحب للفضيلة، وهو اعتذار المتقين .. 3- اعتذار لدفع الضرر، بدافع الخوف والخشية ممن وقع بحقه الخطأ، ويمكن وصفه باعتذار الجبناء. 4- اعتذار الخوف والخشية من فوات مصلحة ما، وهذا يمكن أن نصفه باعتذار الانتهازيين.. منعطف هام: كيف نفرق بين اعتذار صاحب السمو النفسي والأخلاقي وبين صاحب الاعتذار الانتهازي والبرغماتي...؟ صاحب السمو الأخلاقي، يعتذر كلما صدر منه خطأ، لكل جهة أخطأ بحقها، ولا يكون انتقائيا في اعتذاراته، بحيث يعتذر هنا ولا يعتذر هنا. وصاحب السمو الأخلاقي والنفسي يعتذر عن الأخطاء، سواءا كانت مكشوفة ومفضوحة أمام الآخرين، أو كانت في المجالس الخاصة. ...

مبادئ أبوالحصاني..!

صورة
المجنون لا يدرك أنه مجنون، وهذا معذور لفقدانه العقل...  ولكن هل يعذر الحاقد، إذا لم يدرك أنه حاقد...؟  هناك كثير في مجتمعنا-مع الأسف الشديد- يمثلون هذا النموذج الغريب والعجيب. فهؤلاء، يظهر منهم الحب والمودة في جانب، ولكنه في جانب آخر يقبل الطعن في دينك وفي وعيك وفي فهمك...!  وتراه في جانب آخر،  يريد التودد والتواصل معك، ولكنه في جانب آخر، يريدك أن تلغي مبادئك وقناعتك وإيمانك ليظهر رضاه التام عنك..! إن هؤلاء، فعلا لا يدركون حقيقة مشاعرهم، وأيضا هم عاجزون عن التفكيك بين هذا الخليط العجيب من المشاعر المتناقضة...  أنت بنظرهم مؤمن متشرع، ولكنك تقبل أن تدّعي ما لا يحق لك أن تدّعيه، وأيضا تخضع لأهوائك وأمنياتك خارج نطاق الشرع الشريف...!  أنت بنظرهم ذكي وفطن، ولكن ما أسهل خداعك والضحك على ذقنك...!  هل تسمح المبادئ والمعايير الأخلاقية والشرعية بمثل هذا التناقض ..؟ ٥ ذوالحجة ١٤٣٧ هجري

هل للخساسة من شرف..؟

إلى من اكتفى بانعدام الشرفِ وَسْما  واتخذ الدجلَ ملاذاً و رَسْما والحنث باليمين حَسْما، مُقْسِما على رحلته «الأخيرة»  إلى من اتخذه ذووه غراباً فكان كذلك...! ------------------------------ هَلْ للخَساسَةِ من شَرَفْ        عند اللئيمِ، إذا اعْترفْ ؟   تبّاً لشـــــــاربِ كأسِـــها          وبكـفّـــهِ منها اغترف إنّ الكَــذوبَ إذا ابتغــى           أمْـراً، تدرّعَ بالشَـرف وإذا الوضـيعُ تضـاربتْ         أقــوالُـه، زُوراً حَلَـــف الصـــدقُ ثـوبٌ  ســـاترٌ          لمـن اتّقى، لا عَنّه عَف عَجـباً لمتّخْــذِ السَفـاهَـــــــــــةِ  ديــدنـــــــاً أو مُزدلف ما جَــدّ فـي إخْفـــــائِـه          كالنورِ للناسِ انكشف مـا للمــــروءةِ مَـــــرتــعٌ        عند الكَذوب إذا انحرف النـاسُ أرواحٌ تناغــــــــــــــــمَ بعضُـها، حتى ائتلـف  وإذا تنـافر بعضُـها، فَبـِجَـــــ...

الطلاب، بين التاريخ الحي والصلصال (الباهت)

من ضمن المواد الدراسية التي يدرسها طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة، ما كان يطلق عليها سابقاً «الفنية» وكانت تمثل متعة لجميع الطلاب، بما تمثله من استراحة نفسية وانعتاق، من ثقل التركيز النفسي والعقلي، لبعض المواد الأخرى التي تحتاج الىذلك والتي يبذل فيها المعلمون جهداً تحضيرياً مضنياً. وكان من ضمن المواد المطلوبة من الطلاب لمادة الفنية مادة «الصلصال» وهي العجينة التي يقوم الطلاب بتشكيلها، كل حسب مقدرته الفنية والذوقية لتقديمها لتمثل مجهوده للمعلم. الفارق بين هاتين المادتين في المدرسة، أن الطلاب في «الفنية» ينقلون تصوّراً من أذهانهم ويشكلونه بالصلصال، حسب أذواقهم وإبداعهم، فمنهم من يصنع تمثالاً لمنزله، ويضيف له ما يشاء من زخارف وجماليات «ليست موجودة بالواقع» ومنهم من يصنع تمثالاً لمجسّمات حيوانات، ويضفي عليها شيئاً «لإضحاك الطلاب الآخرين» ومنهم من يصنع تماثيل لأدوات حرفية «لا تمت لما شاهدها في الحياة العامة بشيء» وهكذا.  ولكن الطلاب أيضاً يدرسون ويتعلّمون في مادة التاريخ واقعاً مضى، وسيتعرض للعقاب منهم من لا تطابق إجابته مع ذلك الواقع، كما تعلّمه في تلك المادة، ولا يستطيع...

تراث الأحساء التاريخي كـ«بِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ»

صورة
مع كثرة البرامج الساحية التي قرأت عنها والنشاطات التي أبرزت وجود نشاط سياحي بمنطقة الأحساء في السنوات الأخيرة ، إلاّ أن شيئاً واحداً، لم أجده خلال زيارتي يوم أمس لثلاث مواقع «تراثية» في منطقة الأحساء ذلك هو الاهتمام الجاد، بتلك الكنوز التراثية في منطقة تضم أكثر العناصر الأساسية للجذب السياحي، محلياً وخارجياً…! لعلي لا أبالغ إن قلتُ أن الأشجار المتعطشة والجرداء المحيطة بـ«مسجد جواثا» كانت أكثر شوقاً للماء من الانسان الذي زارها في لهيب صيف لافح…! ترجلنا من السيارة ودلفنا إلى محيط الموقع المحاط بأشجار جرداء من الحياة، فكنت أنظر لسيقانها المتعرّية من الأوراق، وأنظر إلى مجرى المياه المتيبس من الجفاف تحتها، فذهب خيالي بعيداً إلى حيث أيام الصبا، قبل حوالي ٤٥ عاما عند انطلاق مشروع «المشتل» وعن غابته الغناء عند افتتاحه، وأخذت أحدث عائلتي وبناتي اللاتي رافقنني في هذه الرحلة، عن جمال ذلك المكان الذي زينته الأشجار وجداول المياه المنسابة في مساحته الخضراء حول الأماكن المخصصة لجلوس الزوار المصنّعة من جريد النخل، وخريره العذب مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير…! لم تستغرق جولتنا هناك أكثر من ...

منطق الحضارة البشرية

كلما تقدمت الحضارة المدنية، ازداد تشريع وتقنين التسلط بين المجتمعات البشرية...! فهل هناك علاقة بين هذا وذاك...؟ استحدث الاستعمارُ الغربي هيئةَ الأمم المتحدة للحفاظ على المصالح الانسانية، إلاّ أننا اكتشفنا أنها مظلة لحراسة مصالحه الاستعمارية، واستحدث مجلسَ الأمن، فاكتشفنا أنه مؤسسٌ لتشريع وتقنين جرائم الدول الاستبدادية وللحفاظ على تسلطها…! إن هذه الهيئة الأممية أو هذا المجلس الأمني للعالم، ليسا مؤسستين علميتين لانتاج الحضارات أو تمدين المجتمعات، بل هما مؤسستان إداريتان لتنظيم واقع قائم، مع أن بعض مشاريعهما ذات صبغة انسانية في بعض الأحيان، إلاّ أنها لدفع الأضرار أكثر من مشاريع تنمية في البلدان التي تحظى بتلك المشاريع، مثل شؤون اللاجئين والنازحين والمهجرين، نتيجة للحروب أو الكوارث الطبيعية..! كما إن كل ما يبدو من تطورات مادية في الحضارة البشرية إنما هو نتيجة علوم انسانية لا تنسب لمدرسة فلسفية واحدة، فلا تخلّف المسلمين كان بسبب اسلامهم، ولا تقدم غيرهم بسبب بوذيتهم أو مسيحيتهم، ولا بسبب معتقداتهم. الحضارة المادية والمدنية مشروع إنساني تاريخي مشترك ممتد منذ وجود الانسان ع...

كسرٌ لم يُجبر

لـلـهِ الْـحَـمْدُ بِـمَـا قَـدّرْ       بَـارِّي الـنَّسَمَاتِ وَمَـنْ صَـوّر الـحَـمْدُ لِـهَـادِّي الْـخـلْقِ لِـخَــــــــيْرٍ، مَـا كَـانَ لِـهُمْ يَـظْهَر وَبِـطّـهَ الْـمَبْعُـوثِ هُــدَى       يُـرْجَى الْـفُضْلُ لَمـا اسْتَعْسَر وَبِـنَـهْجِ الآلِ إذاَ اِفْـتَـرَقتْ          سُبُـلٌ، كَـانَ الـنَّهْجَ الأَنْـوَر (الناسُ   نِـيَــــامٌ فَــإذاَ           مَاتُوا اِنْتَبَهُوا) (١)  فَاحْذَرْ وَاحْذَر الــسَّـاعَـةُ  حَــتْـمًـا آتِـيَـةٌ          وَعَـقَـارِبُـها: نَــفَـسٌ أَدْبَــر وَسَـيَلْقَى الـلَّهَ بِـمَا اُكْـتَسِبَتْ         يَـدُهُ مَهْـمَا عَـاشَ وَعَمّـر سَـيَـلُـفُّ أُوَارُ الْـفـتنةِ مَــنْ         بِـالـدِّينِ رَعَـاهَـا أَوْ سَـعّـر وبــإسـمِ  الـلَّـهِ اِسْـتَـوْقَدَهَا          سِــرًّا، لَـكِـنْ عَـلَّـنَا كَـبّـر ظَ...

دور الأنبياء والوحي ودور العقل

إن محور التجاذبات والاختلافات الدائرة بين الناس عبر التاريخ البشري، وإن اتخذت طابعا فكرياً أو سياسياً أو أخلاقياً أو عسكريا، لم تكن تلك الاختلافات والصراعات منفصلة عن فلسفتهم وفهمهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة، فتارة هي بين الإيمان والكفر، وتارة بين أصحاب هذه الرؤية وأصحاب تلك الرؤية، لانتهاج هذا السبيل أو ذاك، مع أن هذا الصنف، متفقون على غاية مشتركة، وهي الفوز والنجاة ورضوان الله والعمل على تحقيق مصلحة العباد والبلاد بصورة عامة. فهل تتعارض وظيفة الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) مع وظيفة العقل لدى المكلّفين…؟ فأما المسلّم به - بين المؤمنين- أن وظيفة الأنبياء والرسل، هي هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومما يظهر، أن هذه الوظيفة لها ارتباط بعالم آخر، يلي هذه الحياة الدنيا، فلم يظهر لنا في تاريخ البشرية من يزعم الإيمان بعالم الآخرة وقدّم معلومات -بشكل يقيني- عن تلك الحياة الآخرة، غير الأنبياء والرسل. إن مثل ذلك السؤال السابق، حول إمكانية وجود تعارض بين وظيفة الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) مع وظيفة العقل لدى المكلّفين، لا يسع لعاقل مؤمن، أن يتجاوزه دون تمحيص مؤدا...