اعتذار كريم أو اعتذار انتهازي...؟
الاعتذار عن الأخطاء فعل الكرام والشجعان، ولكنه قد يصدر من الجبناء أيضا...!
لا يصدر الاعتذار من أصحابه دون دوافع ودون أهداف من عاقل، فلنستعرض بعض الدوافع وبعض الأهداف، ونسنعرض أصناف المعتذرين...
إن من الطبيعي أن تكون الدوافع لمبادرات الاعتذار، تتضمن الاقرار بالخطأ، ويتمثل بعضها بالتالي:
1- سمو أخلاقي، يعكس طبيعة وتكوين نفس المعتذر، وهو اعتذار الكرام، لأنه قد يصدر من غير المؤمنين أيضا.
2- ورع وخشية من الاثم، وحب للفضيلة، وهو اعتذار المتقين ..
3- اعتذار لدفع الضرر، بدافع الخوف والخشية ممن وقع بحقه الخطأ، ويمكن وصفه باعتذار الجبناء.
4- اعتذار الخوف والخشية من فوات مصلحة ما، وهذا يمكن أن نصفه باعتذار الانتهازيين..
منعطف هام:
كيف نفرق بين اعتذار صاحب السمو النفسي والأخلاقي وبين صاحب الاعتذار الانتهازي والبرغماتي...؟
صاحب السمو الأخلاقي، يعتذر كلما صدر منه خطأ، لكل جهة أخطأ بحقها، ولا يكون انتقائيا في اعتذاراته، بحيث يعتذر هنا ولا يعتذر هنا.
وصاحب السمو الأخلاقي والنفسي يعتذر عن الأخطاء، سواءا كانت مكشوفة ومفضوحة أمام الآخرين، أو كانت في المجالس الخاصة.
أما النفعي والانتهازي فلا مانع لديه أن يعتذر، اذا رأى خطأه مفضوحا ومكشوفا للآخرين فقط، ولا يمكن تمريره..!
لهذا يبادر للحفاظ على مصالحه، ولإرضاء الجمهور، خشية فوات تلك المصلحة التي يرجوها، أو ليدفع ضررا يتوقعه، في حال لم يقدم الاعتذار.
وبهذا نستطيع أن نقيّم من يعتذر عن مقولة (برنامجكم فاشل) لأنها مكشوفة، ومن لا يزال يكابر ويعاند ولا يعتذر عن عدوان وإثم شرعي بحق عالم فاضل، تحت دعوى (أكرموا....) لأنهاعلى طاولة طعام محدودة الحضور، ولا يعتذر عن أخطاء عديدة، لأنها في مجالس مغلقة، وإلّا فإن أقل ما يمكن وصفها بأنها جرائم..!
وسبب التعامي والتغافل عنها، أنها لا تزال مستورة....!
تعليقات
إرسال تعليق