النقاط (١٣) ليس مجرد قراءة أو تحليل أو وجهة نظر..!

ثلاث إجابات متباعدة، صدرت من جناب العلّامة حول هذه النقاط، خلال (٧) سبع سنوات، بعد انكشافها القسري، تختزل شيئا من مشهد أزمة ظاهرة للجميع، لا يتنكر لها مؤمن عاقل، وتختزل المشهد المضطرب لجنابه ودوره في فتنة اجتماعية شديدة وامتدادها لأكثر من (٨) ثمان سنوات متتالية.
ولا ندري هل أن محاولة تجاهلها أمرٌ يتعمّده، أم لأنها تمثل ورطة الكبار الذين يصعب إعلان تراجعهم عن فشل وخطأ ما، في تطبيق أحكام شرعية -إن أحسنا الظن- أم هي مخالفة مقصودة للشرع الشريف، والاقرار بها يعني الكثير..؟
مع ملاحظة الاجابات المضطربة التي صدرت منه خلال تلك السنوات :
الأولى: مُو كِلْهِن، مُو كِلْهِن
الثانية: ليس بيني وبين أحد أي مشاكل
الثالثة: إن شاء الله، إن شاء الله تنحل
حقائق ووقائع، أم مجرد وجهة نظر واختلاف رأي..؟
قد يظن بعض المؤمنين المخلصين أن دعوانا في موضوع هذه النقاط (١٣)، أنها مجرد وجهة نظر أو قراءة وتحليل يحتمل الرأي والرأي الآخر، أو وتفسيرات وتأويلات، أو تهويل لها..!
لا يوجد في الشرع الحنيف شيء يسمى وجهة نظر تبيح إهانة مؤمن، ولا يوجد في الشرع الحنيف شيء يُسمى وجهة نظر تبيح الطعن الصريح بعدالة مؤمن.
ولا شك أن ذلك ظنٌ واهنٌ وتوهّم في غير محله، وهو تبرير نفسي ومحاولة من هؤلاء المؤمنين للتخفيف من العبء والضغط النفسي عنهم، لما يمثله جناب العلّامة لهم من رمزية دينية ومثالية أخلاقية، لا يستهان بها من جانب، ولما أبديناه من تظلّم صريح وبصوت عالي، أظهرناه بسببها وانزعاج شديد، يمثله اصرارُنا وإلحاحُنا المشروعُ والأخلاقي، لرفع هذا الحيف والجور من تلك النقاط (١٣ّ) ولما سيترتب كذلك مستقبلا من ضرر مس بالكرامة وطعن في النسب، بغير حجة شرعية ولا مبرر أخلاقي، على رفع هذا الحيف والهتك الصادر منه تجاهنا كأسرة وأفراد من جانب آخر.
ومع عدم احاطة أصحاب ذلك الظن والوهم، من المؤمنين بتفاصيلها، وعدم افصاحنا لهم عنها، فهم يحاولون أن يوهموا أنفسهم بتصور، يخفف عنهم على نفسياتهم الصدمة التي يمثلها ضعف ووهن موقف جناب العلّامة من هذا الملف الذي يعد محطة سلبية في تاريخه الطويل، كبقعة سوداء فيه، سواءاً التزم صمتَه المريب أو دفعَها بجواب شاذٍ وغريب..!
حق الآخرين ملك لهم فقط
لو كان الأمر متعلقاً بشخصه فقط، لكان له ذلك، ولو كان التظلم من فعل سواه تجاه المظلوم، لكان له ذلك، أما إن كان العدوان صادر منه تجاه غيره، فهو ملزم أولا أمام أصحاب الشأن من الناحيتين الشرعية والأخلاقية، وهم من يملكون الحق الأدبي والأخلاقي بالتنازل عن حقهم، لو أرادوا، ولكن لا يخفى على أحد هذا الاصرار والإلحاح في الطلب منهم، وهذا أمر لا يملك قراره، فهو يخص غيره.
ولو كان جنابه حريصا فعلا على مصلحة المجتمع، كما يعلن عن ذلك دائما، لما ترك هذه الفتنة كجدار برلين أو كالسم الزعاف ينخر في جسد هذا المجتمع، وهو يعلم أثرها السلبي، فهي تمس غيره أولا، ولا يحق لأحد أن يزعم أن المسألة مجرد وجهة نظر، لما فيها من طعن ومساس بكرامات آخرين وقد أُبلغ بهذه المطالبة بصراحة، مشفاهة من خلال اللقاء المباشر، وكتابة، من خلال ما يلي:
الأولى- كانت خلال لقاء مباشر بواسطة الوجيه السيد حسن بوحمد الناصر المبارك، ولم يزد السيد علي السلمان عن كلمتين «مُوْ كِلْهِن، مُوْ كِلْهِن» بطريقة خاطفة للتهرب، وبصورة لا تليق بموضوع السؤال ولا بالسائل…!
الثانية - كانت عبر رسائل هاتفية ورسائل واتساب مباشرة له، زودنا إدارة المسجد (من خلال الحاج جواد بوخضر) وإدارة مكتبه من خلال (الحاج جابر بوصالح) بصور منها، مني شخصيا، ومن عدد من رجال الأسرة السادة الكرام.
الثالثة- كانت أيضا من خلال لقاء مباشر معه بواسطة الأستاذ عادل الشبعان، وقد نشر الأستاذُ الشبعان رسالة توضيحية عما دار في لقاءه به، وكانت مطالبة عامة بحل المشكلة مع الأسرة، ولم يحصل على أي إجابة منه (أنظر صورة الرسالة، في آخر المقال).
الرابعة- كانت أيضا من خلال طلب صريح مشافهة، من كاتب هذه السطور بالبحث عن حل لهذه النقاط(١٣)بعد زيارته للسيد الوالد، وبعد خروجه من المجلس بعد توديعه وانتهاء الزيارة.
وجهة نظر
قد يرى بعض المومنين المخلصين أن من اللوازم الأخلاقية الحسنة أن نتجاوز خلافاتنا الشخصية وأن ننظر للأمر من زاوية أهمية الحفاظ على الرموز وعدم التعريض بهم في قضايا خاصة، لما في استمرار ذلك من أضرار عامة وكبيرة، وأن تحقيق ما تصبون إليه لن يحل المشكلة التي تعيشونها وتعانون منها..!
إلاّ أنهم لم ينظروا للأمر من زاوية أخري لا يقل ضررها عما يخشون منه ويحذَرونه، بل هو أشد ضررا وخطرا، لأمور، منها :
الأول - إن استمرار الفتنة الاجتماعية بالتدابر والتناحر، التي تطل برأسها بين الحين والآخر لم ولن تنقطع بوجود وقودها وأسبابها، وما أكثر الوقائع التي شهدها الواقع ولا يزال، من هذا التدابر والتناحر البغيض.
الثاني- إن الاصلاح الاجتماعي الحقيقي ليس بالمحافظة على الرمز، مهما علا شأنه، بل إن صلاح المجتمعات مرهونٌ بالمحافظة على المبادئ وتقديسها وتكريس القيم التي أوصانا بها شرعنُا الحنيف، وحثتنا عليها سنةُ النبي محمد صلى الله عليه وآله.
الثالث- إن رفع إشكالية النقاط (١٣) مع أنه حق مكفول بكل المعايير الشرعية والأخلاقيه، فلا شك أن ذلك سيعيد بعض التوازن في العلاقات الاجتماعية لمجتمع لا يمكن تجاهل تأثيره في ساحة مجتمع الطائفة الأحسائي بشكل عام، وسيعيد بعض التوازن الأخلاقي المفقود في مساحة اجتماعية هامة تمثل ثقلاً لا يستهان به في مجتمع الطائفة بالدمام.
قال سبحانه في كتابه الكريم {لَّا يُجبُ اللهُ الجَهْرَ بالسوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا}
تعليقات
إرسال تعليق