المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2016

هل للخساسة من شرف..؟

إلى من اكتفى بانعدام الشرفِ وَسْما  واتخذ الدجلَ ملاذاً و رَسْما والحنث باليمين حَسْما، مُقْسِما على رحلته «الأخيرة»  إلى من اتخذه ذووه غراباً فكان كذلك...! ------------------------------ هَلْ للخَساسَةِ من شَرَفْ        عند اللئيمِ، إذا اعْترفْ ؟   تبّاً لشـــــــاربِ كأسِـــها          وبكـفّـــهِ منها اغترف إنّ الكَــذوبَ إذا ابتغــى           أمْـراً، تدرّعَ بالشَـرف وإذا الوضـيعُ تضـاربتْ         أقــوالُـه، زُوراً حَلَـــف الصـــدقُ ثـوبٌ  ســـاترٌ          لمـن اتّقى، لا عَنّه عَف عَجـباً لمتّخْــذِ السَفـاهَـــــــــــةِ  ديــدنـــــــاً أو مُزدلف ما جَــدّ فـي إخْفـــــائِـه          كالنورِ للناسِ انكشف مـا للمــــروءةِ مَـــــرتــعٌ        عند الكَذوب إذا انحرف النـاسُ أرواحٌ تناغــــــــــــــــمَ بعضُـها، حتى ائتلـف  وإذا تنـافر بعضُـها، فَبـِجَـــــ...

الطلاب، بين التاريخ الحي والصلصال (الباهت)

من ضمن المواد الدراسية التي يدرسها طلاب المدارس الابتدائية والمتوسطة، ما كان يطلق عليها سابقاً «الفنية» وكانت تمثل متعة لجميع الطلاب، بما تمثله من استراحة نفسية وانعتاق، من ثقل التركيز النفسي والعقلي، لبعض المواد الأخرى التي تحتاج الىذلك والتي يبذل فيها المعلمون جهداً تحضيرياً مضنياً. وكان من ضمن المواد المطلوبة من الطلاب لمادة الفنية مادة «الصلصال» وهي العجينة التي يقوم الطلاب بتشكيلها، كل حسب مقدرته الفنية والذوقية لتقديمها لتمثل مجهوده للمعلم. الفارق بين هاتين المادتين في المدرسة، أن الطلاب في «الفنية» ينقلون تصوّراً من أذهانهم ويشكلونه بالصلصال، حسب أذواقهم وإبداعهم، فمنهم من يصنع تمثالاً لمنزله، ويضيف له ما يشاء من زخارف وجماليات «ليست موجودة بالواقع» ومنهم من يصنع تمثالاً لمجسّمات حيوانات، ويضفي عليها شيئاً «لإضحاك الطلاب الآخرين» ومنهم من يصنع تماثيل لأدوات حرفية «لا تمت لما شاهدها في الحياة العامة بشيء» وهكذا.  ولكن الطلاب أيضاً يدرسون ويتعلّمون في مادة التاريخ واقعاً مضى، وسيتعرض للعقاب منهم من لا تطابق إجابته مع ذلك الواقع، كما تعلّمه في تلك المادة، ولا يستطيع...

تراث الأحساء التاريخي كـ«بِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ»

صورة
مع كثرة البرامج الساحية التي قرأت عنها والنشاطات التي أبرزت وجود نشاط سياحي بمنطقة الأحساء في السنوات الأخيرة ، إلاّ أن شيئاً واحداً، لم أجده خلال زيارتي يوم أمس لثلاث مواقع «تراثية» في منطقة الأحساء ذلك هو الاهتمام الجاد، بتلك الكنوز التراثية في منطقة تضم أكثر العناصر الأساسية للجذب السياحي، محلياً وخارجياً…! لعلي لا أبالغ إن قلتُ أن الأشجار المتعطشة والجرداء المحيطة بـ«مسجد جواثا» كانت أكثر شوقاً للماء من الانسان الذي زارها في لهيب صيف لافح…! ترجلنا من السيارة ودلفنا إلى محيط الموقع المحاط بأشجار جرداء من الحياة، فكنت أنظر لسيقانها المتعرّية من الأوراق، وأنظر إلى مجرى المياه المتيبس من الجفاف تحتها، فذهب خيالي بعيداً إلى حيث أيام الصبا، قبل حوالي ٤٥ عاما عند انطلاق مشروع «المشتل» وعن غابته الغناء عند افتتاحه، وأخذت أحدث عائلتي وبناتي اللاتي رافقنني في هذه الرحلة، عن جمال ذلك المكان الذي زينته الأشجار وجداول المياه المنسابة في مساحته الخضراء حول الأماكن المخصصة لجلوس الزوار المصنّعة من جريد النخل، وخريره العذب مع تغريد البلابل وزقزقة العصافير…! لم تستغرق جولتنا هناك أكثر من ...

منطق الحضارة البشرية

كلما تقدمت الحضارة المدنية، ازداد تشريع وتقنين التسلط بين المجتمعات البشرية...! فهل هناك علاقة بين هذا وذاك...؟ استحدث الاستعمارُ الغربي هيئةَ الأمم المتحدة للحفاظ على المصالح الانسانية، إلاّ أننا اكتشفنا أنها مظلة لحراسة مصالحه الاستعمارية، واستحدث مجلسَ الأمن، فاكتشفنا أنه مؤسسٌ لتشريع وتقنين جرائم الدول الاستبدادية وللحفاظ على تسلطها…! إن هذه الهيئة الأممية أو هذا المجلس الأمني للعالم، ليسا مؤسستين علميتين لانتاج الحضارات أو تمدين المجتمعات، بل هما مؤسستان إداريتان لتنظيم واقع قائم، مع أن بعض مشاريعهما ذات صبغة انسانية في بعض الأحيان، إلاّ أنها لدفع الأضرار أكثر من مشاريع تنمية في البلدان التي تحظى بتلك المشاريع، مثل شؤون اللاجئين والنازحين والمهجرين، نتيجة للحروب أو الكوارث الطبيعية..! كما إن كل ما يبدو من تطورات مادية في الحضارة البشرية إنما هو نتيجة علوم انسانية لا تنسب لمدرسة فلسفية واحدة، فلا تخلّف المسلمين كان بسبب اسلامهم، ولا تقدم غيرهم بسبب بوذيتهم أو مسيحيتهم، ولا بسبب معتقداتهم. الحضارة المادية والمدنية مشروع إنساني تاريخي مشترك ممتد منذ وجود الانسان ع...

كسرٌ لم يُجبر

لـلـهِ الْـحَـمْدُ بِـمَـا قَـدّرْ       بَـارِّي الـنَّسَمَاتِ وَمَـنْ صَـوّر الـحَـمْدُ لِـهَـادِّي الْـخـلْقِ لِـخَــــــــيْرٍ، مَـا كَـانَ لِـهُمْ يَـظْهَر وَبِـطّـهَ الْـمَبْعُـوثِ هُــدَى       يُـرْجَى الْـفُضْلُ لَمـا اسْتَعْسَر وَبِـنَـهْجِ الآلِ إذاَ اِفْـتَـرَقتْ          سُبُـلٌ، كَـانَ الـنَّهْجَ الأَنْـوَر (الناسُ   نِـيَــــامٌ فَــإذاَ           مَاتُوا اِنْتَبَهُوا) (١)  فَاحْذَرْ وَاحْذَر الــسَّـاعَـةُ  حَــتْـمًـا آتِـيَـةٌ          وَعَـقَـارِبُـها: نَــفَـسٌ أَدْبَــر وَسَـيَلْقَى الـلَّهَ بِـمَا اُكْـتَسِبَتْ         يَـدُهُ مَهْـمَا عَـاشَ وَعَمّـر سَـيَـلُـفُّ أُوَارُ الْـفـتنةِ مَــنْ         بِـالـدِّينِ رَعَـاهَـا أَوْ سَـعّـر وبــإسـمِ  الـلَّـهِ اِسْـتَـوْقَدَهَا          سِــرًّا، لَـكِـنْ عَـلَّـنَا كَـبّـر ظَ...

دور الأنبياء والوحي ودور العقل

إن محور التجاذبات والاختلافات الدائرة بين الناس عبر التاريخ البشري، وإن اتخذت طابعا فكرياً أو سياسياً أو أخلاقياً أو عسكريا، لم تكن تلك الاختلافات والصراعات منفصلة عن فلسفتهم وفهمهم لهذه الحياة وللحياة الآخرة، فتارة هي بين الإيمان والكفر، وتارة بين أصحاب هذه الرؤية وأصحاب تلك الرؤية، لانتهاج هذا السبيل أو ذاك، مع أن هذا الصنف، متفقون على غاية مشتركة، وهي الفوز والنجاة ورضوان الله والعمل على تحقيق مصلحة العباد والبلاد بصورة عامة. فهل تتعارض وظيفة الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) مع وظيفة العقل لدى المكلّفين…؟ فأما المسلّم به - بين المؤمنين- أن وظيفة الأنبياء والرسل، هي هداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، ومما يظهر، أن هذه الوظيفة لها ارتباط بعالم آخر، يلي هذه الحياة الدنيا، فلم يظهر لنا في تاريخ البشرية من يزعم الإيمان بعالم الآخرة وقدّم معلومات -بشكل يقيني- عن تلك الحياة الآخرة، غير الأنبياء والرسل. إن مثل ذلك السؤال السابق، حول إمكانية وجود تعارض بين وظيفة الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) مع وظيفة العقل لدى المكلّفين، لا يسع لعاقل مؤمن، أن يتجاوزه دون تمحيص مؤدا...

«المؤامرة» وهمٌ أم حقيقة..؟

راج مصطلح «المؤامرة» في الأدبيات السياسية العربية بشكل واسع جدا، منذ احتلال فلسطين في عام1948 م، ثم توسّع استخدام هذا المصطلح الى الساحة الثقافية، وقد أدى حضوره في الساحة الثقافية الى نوع من الاختلاف حول انطباقه على الواقع الذي يجتاح عالمنا العربي -تحديداً- بين التصديق بوجود «مؤامرة» تستهدفنا كشعوب عربية وإسلامية، وبين تكذيب الأمر ونفيه تماماً.. هذا التفاوت والاختلاف بين الفريقين نتيجة لمنطلقات قراءة كل فريق للواقع المتخلف المحيط بنا، فالأسباب مبتنية على تلك المبادئ والمنطلقات، تصديقاً أو تكذيباً، لوجود مؤامرة أم لا ؟. وتمهيداً، يبرز تساءل هام جداً في هذا السياق، ما هو مفهوم «المؤامرة»، تلك التي وقع حولها الاختلاف في ساحتنا الثقافية…؟   لقد أظهر التاريخ كثيراً من الأحداث الهامة والخطيرة ودونّها المؤرخون، ولكنهم لم يذكروا أسباب حدوثها، مع ما لها من نتائج مؤثرة في حياة الشعوب والأمم، وما لا شك فيه، أن بعضها مدبّرة، وبقصد، وبفعل فاعل، وبعضها مما تواطئ عليه في الخفاء أطراف عدة، رأوا أن مصلحتهم تقتضي إحداثه أو حدوثه، فقاموا بتهيئة الأمر له لوقوعه، وكثير منها بقي ولا يزال، ضمن ...