إختر دورك في مسرح الحياة



الحياة ميادين متعددة ومتداخلة ايضا، منزلك لوحة وميدان يضج بالحياة، فأما سعادة وأما بؤس وشقاء أو بينهما،، فما هو دورك في ذلك...؟
والحياة أيضا  كاللوحة الجميلة الساحرة الآخاذة للانظار بما فيها من تناغم ألوان وعمق تعبيري بهيج، أو انها لوحة تثير الوجع والآلام أو تستثير غرائز الناظر اليها للنفور من مضمونها وإن كان تنفيذ راسمها جيد جدا.

وهكذا هو المحيط الاجتماعي وكذلك والعملي، فكل فرد منا جزء لا ينفك عن مجمل المشهد العام في أي منها.
إن تقييم الانسان لدوره وحجمه في كل مشهد وكل ميدان وكل لوحة من تلك الدوائر المتداخلة، أمر معقد ولا يخلو من معوقات من داخل ذلك الاطار والموقع، وعليه أن يعيد تقييم دوره ومقامه من خارج تلك الأطر.
الناقد بحاجة إلى أدوات وبحاجة الى آليات وهو بحاجة أيضا الى رفع الموانع والعوائق لتنفيذ مهمته النقدية بأحسن أداء ليخرج بأفضل نتيجة وتقييم لدوره ولدور غيره أيضا.

ولتكون عمليات التقييم والنقد سليمة وموضوعية من الانسان المؤمن، فعليه أن يتنبه لأمر:

الأول- الخروج من ربقة علاقته بالمشهد، لأنها ضغوط لا يستهان بها، تدفعه لتجميل دوره فيها، وهذا يقوده أيضا الى تحسين المشهد العام تبعا لذلك، فيحابي ويخادع نفسه في عملية التقييم والنقد، فيذهب إلى تحسين القبيح على حساب الموضوعية.

الثاني- أن لا يستخدام أدوات خاطئة لممارسة التقييم والنقد، فلا يستبدل معايير بمعايير غير مناسبة، لأنها لا تساعده في مهمته، ولا شك أن لكل موضوع معاييراً خاصة به، بحيث ما نريده منها في هذا المشهد، هو عين ما نريده منها في مشهد آخر، لا أن نفعّلها هنا، ونستبدلها في مقام آخر، بل نعطل عملية التقييم والنقد برمتها في موقع آخر، بل نكافحها ونجتهد لمنع تفعيلها فيه...!

وهذان الامران «المصلحة الذاتية وفقدان المعايير المناسبة والموحدة أو تعطيها» لممارسة هذا الدور الخطير يعدان منهجاً خادعاً بل شيطانيا، لأن دوافعه أنانية واضحة.
إن اختيار الانسان المؤمن دوره في المشهد العام أو أي لوحة من لوحات دوره في الحياة، سلبا أو إيجاباً، أمرٌ محصور باختياره هو، وليس باختيار غيره، وأما تقييمه لأي مشهد عام أونقده فأمر لا قيمة له اذا اختل أداؤه في التقييم والنقد، لأن مجرد وقوع خلل في مرحلة من المراحل (المتتالية) في تلك المهمة تسقط أي قيمة له، بل إنها ستنعكس سلباً على دوره وعلى مكانته في المشهد العام.





٢٨ رجب ١٤٣٨ 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحظات تاريخية حول بحث «الأحسائيون ونشأة الدمام » (*)

مجتمع الصاغة ليس (بعض) سفهائه

الوحدة الاجتماعية في التعليم والقضاء بمنطقة الأحساء في 200عام (*)