«مجلس علماء الدمام» ضحايا الاقصاء...!


وإن كان استخدام هذا المصطلح لغرض نبيل «في الظاهر» ولكن أهمية محاكمة هذا الاستخدام «نبيلة أيضا» لأنها تسميته تحمل الكثير من الغموض، كما أنها تحمل الكثير من مؤشر الأزمات التي تحيط بمحتمع الطائفة بالدمام تحديداً...!فالغموض، سببه أنك لا تعرف - أيها القارئ- من هم المعنيين المنضوين تحته بوصفهم «علماء» وما هي مستوياتهم العلمية التي سمحت لهم إطلاق وصف علماء على أنفسهم، هذا أولا..!

ثم ثانياً، وتأتي هذ المحطة في هذا الغموض، فيقفز أمامك السؤال الأصعب والأشد حرجا، وهو: هل هم علماء حقاً، بالمعايير الحوزوية وليس الاجتماعية، أم هي مجرد تسمية مجازية اختاروها لأنفسهم...؟

ومما لا شك فيه أن من أخطر الوسائل التعليمية، هو ذلك التوظيف الخاطئ للأدوات المعرفية واستغلالها لتجهيل الناس أو التغرير بهم، وهو (استخدام المصطلحات والعناوين الرنانة والمفخّمة بصورة مبتذلة والمبالغة، من قبل جهة محسوبة على التعليم والتربية والتوجيه والارشاد العلمي والأخلاقي)…!

فمن المؤكد أن هذا المجلس يضم شخصية واحدة «فقط» يمكن أن ينطبق عليها هذا الوصف وهو الشيخ عبدالله النمر، ولكن المؤكد أيضا أن أبرز الأسماء العلمية المتواجدة بالدمام، والذين يمكن وصفهم بحسب المعايير العلمية والحوزوية بأنهم «علماء» ليسوا من ضمن هذا المجلس، فهل هي رغبة من بقية أعضاءه لاكتساب هذا الوصف والمتاجرة به -فالجدير إساءة الظن في زمن الفتنة- أم هو جهل وطيش من الطموحين منهم للحصول على استحقاقات دون رصيد منهم..؟

 فهل يعد هذا الاستخدام تدليساً، بملاحظة المعايير الحوزوية التي ينتمون لها، ويعرفونها تمام المعرفة، أم لا..؟أما كون مسمى «مجلس علماء الدمام» مؤشراً لأزمات اجتماعية، فإن سياق انبثاق هذه التسمية فهو ما يحدد ويشخّص ذلك بصورة موضوعية أكثر، والتي رأينا فيها تحزيب المجتمع بصورة بشعة ومقززة، خلال التسعة (٩) الأعوام الماضية، وتتمثل الاقصائية كأحد أبرز آثاره، في حين أن أعضاء هذا المجلس، هم ضحايا اقصاء فعلي، عانوا منه كثيرا، وتحدثوا عنه بشكل صريح في عدد من جلساتهم، ويشهد على ذلك محراب صلاة الجمعة (الوحيد) بالدمام، الذي لم تطأ أقدام أي منهم سجادته، والذي لا يبعد عن مجالسهم سوى أمتار معدودة…!

والله من وراء القصد.
٢١ رجب الأصب ١٤٣٨ هجري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحظات تاريخية حول بحث «الأحسائيون ونشأة الدمام » (*)

مجتمع الصاغة ليس (بعض) سفهائه

الوحدة الاجتماعية في التعليم والقضاء بمنطقة الأحساء في 200عام (*)