تساؤل مشروع





الأنشطة الاجتماعية مؤشر صادق على حيوية المجتمعات، أكانت إيجابية أم سلبيةولعلنا لن نجد أصدق من الدعوة القرآنية، للاعتراف  بفضل الناس والاقرار لهم بذلك، وهذا يجري على تكريم من يستحق ذلك كتطبيق لقوله سبحانه {ولا تنسوا الفضل بينكم}.
كما أن من مؤشرات الوعي أيضا أن ندرك ونقرّ بوضوح، بأن مظاهر بعض الأنشطة عبادية بحتة كـ«مسجد ضرار» وبعض «حلقات تدريس القرآن والذكر» ووو، غير أن وراء بعضها أفرادا اخترعوها لأهداف مستورة وغير معلنة، وهذا ما تعلمناه ايضا من الدستور السماوي، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، كدرس بليغ يضاف الى وعي من أسلم وجهه لله سبحانه…!
فهل أن مجرد «رفع العناوين الإيجابية» يكفي لتحصين بعض الأنشطة الاجتماعية عن نقد أخطائها ومعرفة ما ورائها وماذا يراد منها، حتى لو كان هدفها «مصادرة القرارات الاجتماعية» أو تقنين «أخطاء اجتماعية فادحة» بدلا عن توجيهها إلى مسار أفضل مما هي عليه..؟!
اختلفت الآراء في تقييم حفل أقيم لأحد الشخصيات « العلمية الاجتماعية» قبل سنوات، بين مادح وقادح، من حيث المبدأ أولا، ومن حيث آلية التنفيذ ثانيا، وماذا يراد من وراءه، باعتباره خرقا للعرف وللسلوك الاجتماعي العام في مجتمعنا ومنطقتنا، وأنه موجّها لهدف ما، وما رأيناه واطلعنا عليه من نقد في الحوارات العامة والخاصة في دوائر متعددة بخصوصه، ليس منحصرا في دائرة معينة بذاتها لنغض الطرف عن ذلك.
وقد تجدد بالأمس القريب حفل حمل عنوان «جائزة عطاء للتميّز» الذي حظي بترحيب وإشادة من نخب اجتماعية متعددة، نظرت إلى العمل من الجوانب الايجابية التي نسلّم بها، لأهمية تسليط الضوء على إيجاد مساحة ظاهرة لأفراد مبدعين ومتمزين في تخصصاتهم، مما يساهم في توسيع مساحة الوعي وأهمية الجد والمثابرة لاكتساب العلم والمعرفة وقيمة التضحية وأثرها على الأفراد والمجتمعات.
فهل كان مشروع « «جائزة عطاء للتميّز» إيجابيا من كل نواحيه..؟
سؤال تفرضه المعطيات التي لاحت بعد ظهوره إلى العلن من جوانب عدة، لا نريد أن نجعل منها مادة خلافية، بل نأمل أن تكون هي أدوات ودوافع لتجاوز تلك السلبيات التي يعرفها «بعض» القائمين على الحفل، فليس من الايجابية في شيء أن نجعل من مثل هذه الفعاليات مناشط لتكريس الطبقية التي نرفضها جميعا، ولا أن نجعل من هذه الفعاليات لتكريس النفور من متولي الأنشطة الاجتماعية بسبب المحاباة التي طغت في جوانب عديدة في هذا الحفل، ولا أن نستخدم هذه العناوين والمفاهيم «المضخّمة» في غير محلها، ولا أن يتسلط عليها ذوو الأهداف الشخصية، ولا أن نؤسس لها مسار تحزّبات اجتماعية، نعلم، ويعلم «بعض» القائمين عليها أن مصادرة القرار الاجتماعي أمرٌ لا يعود بأي إيجابية على المجتمع، بل سيجعل منه «شيعا وأحزابا» يلعن بعضهم بعضا.

نعم، لا نريد أنشطتنا الاجتماعية كـ«مسجد ضرار» ظاهرهها حسن، وفي بواطنها ظلمات بعضها فوق بعض.

نعم، نحن بحاجة إلى إبراز مبدعي مجتمعنا وتسليط الضوء على جهودهم ومكانتهم العلمية، ولكن من المناقض لأهداف هذا الحفل ولفلسفة هذا النشاط، أن نتجاهل «علماء مبدعين» آخرين وطاقات ورموز حتى من الاحاطة بمثل هذا المشروع الاجتماعي الهام.
كل أمنياتنا بالتوفيق للقائمين على هذه المشاريع والانشطة.

١٣ شوال ١٤٣٨ هجري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحظات تاريخية حول بحث «الأحسائيون ونشأة الدمام » (*)

مجتمع الصاغة ليس (بعض) سفهائه

الوحدة الاجتماعية في التعليم والقضاء بمنطقة الأحساء في 200عام (*)