بين حدثين...!
قارنوا بين اجتماعين حدثا خلال يومين فقط، أحدهما في منزل سماحة الشيخ الحبيل، وكنت ممن تشرف بحضور ذلك اللقاء، وبين ما حدث في مجلس شيعة الدمام يوم العيد.....
الأول:
يتم فيه مناقشة الوضع الأمني لعموم شيعة المنطقة وكيفية تجاوز مواجهة الضغوط التي يتعرضون لها ومداولة ما يجب العمل به في هذه المرحلة من خلال ما تتيحه الأنظمة والقنوات وما يمكن العمل به في هذه الظروف...
الثاني:
تمجيد مجموعة من المؤمنين لرمز ديني وقد استشاط غضبا أمام ترديد شعار (هيهات منا الذلة) قبل شهر وعشرين يوما فقط بوصفه لمن رددها بوصف غير لائق ...؟
وأمام هذا الواقع المأزوم، ألسنا بحاجة لنوع من المكاشفة والمصارحة بعيدا عن المجاملات...؟
إن الحراك الاجتماعين ثمرة وصنيعة لمثل هذين اللقائين، وإن لم نر ثمار ذلك قريبا، ولا شك أن همم وعزائم وطموح رجال المجتمع واهتمامات ابنائة تتولد من مثل هذه اللقاءات.
كما إنه مما يؤلم جدا أن تروج بيننا مصطلحات وأوصاف لا نحبذها لأحد من المؤمنين مثل (الانبطاحية) وهو تعبير عن منهج في سياق بناء المجتمع حسب رؤية من يُتهموا به...
ولعلنا ندرك في وجداننا أن التقية أمرٌ فطري أولاً، وديني وشرعي ثانيا، وليس هناك من يرفض العمل به، ولكن علينا أيضا تفهّم سبب صدور ذلك الوصف (الانبطاحية) حين يصدر من منطلق الحفاظ على هويتنا التي يعتبر رجل الدين أبرز مصاديقها....
المتفق عليه، أن بيننا وجهاءا ورموزا اجتماعيين وإعلامين، يمكن أن نتقبّل منهم ممارسة ذلك المنهج، كنوع من الحفاظ على المصالح العامة للطائفة، وليحفظ لنا رجال الدين القدسية التي ننشدها كمثل وقيم، ما دام الأمر ليس مفروضا عليهم، وما دام بها مدخلا للاختلافات والنزاعات.
كل ما نتمناه أن نعيد تقييم صورة مجتمعنا أمام أنفسنا قبل أن يقيمه الإعلام المسلط علينا، وقبل أن يقيمه من لا يهمه غير الاستخفاف بالمجتمع المتدين وتصويره بأنه مطية لرجال الدين واستغلالهم للسذج من الناس...
فأي المنهجين أليق وأنسب لبث روح المسؤولية في المجتمع وتعريفه بما يحيط به، ما حدث في منزل سماحة الشيخ ، أم ما حدث خلال عيد الفطر بالدمام...؟
١٢ أغسطس ٢٠١٥م
تعليقات
إرسال تعليق