تصويب البوصلة
لاحظت انزعاج بعض الأخوة المؤمنين، من انزعاج بعض الأخوة المؤمنين، من حالة الشتات والتصدع الذي صاحب موضوع هلال شوال هذا العام ١٤٤١.
ولا بأس أن نعتبر انزعاج الطرفين جاء بدافع الحرص على وحدة الكلمة، لما تمثله من ركن ركين في بنية المجتمع الصالح.
المؤكد أن *انزعاج الفئة الأولى ليس بسبب اختلاف مباني الفقهاء والمراجع في ثبوت الرؤية* بل بسبب تردد وعجز بعض المتصدين من أهل العلم في توظيف المعطيات الشرعية المتوافرة بين أيديهم من شهادات شهود في مناطق مختلفة، سوآءا في منطقتنا أو في الدول المحيطة بالخليج، وقد انتشرت وتظافرت في عدد من مناطق العالم الاسلامي، هذا بخلاف، المعطيات السابقة لإمكانية الرؤية في الأمريكتين، بحسب رأي بعض الفلكيين، بشكل يصعب صرف عقلاء المؤمنين عنه أو تجاهله.
نعم، إن ما سبب انزعاج الفئة الأولى هو ذلك العجز وغض النظر عن كل تلك المعطيات التي توالت وتناقلها المؤمنون بينهم، منذ حوالي الساعة ٨:٠٠ من مساء أمس السبت.
أما انزعاج الفئة الثانية، فقد جاء حرصا منهم للحفاظ على الصورة البهية لرجال الدين في المجتمع لما يمثلونه من ملاذ وحصانة لديمومة المجتمع الصالح وارتباط الناس بالدين ومحوريته في الحياة.
تستحق الفئتان الثناء وإن اختلفت دوافع كل فئة عن الأخرى، ولكن َلماذا انحرفت بعض النقاشات وتشعبت في مسارات خاطئة وغير صحيحة؟
فلماذا تم تصوير انزعاج الفئة الأولى وكأن متبنيها غير راضين عن اختلاف مباني الفقهاء والمراجع في موضوع تثبيت الرؤية، والحقيقة غير ذلك؟
لقد اتضح، ان انزعاج الفئة الأولى كان منصبا على حالة الاختلاف والاضطراب بين فضلاء (المدرسة الواحدة) في المنطقة الواحدة من المتصدين، فضلا عن وكلاء المرجع الواحد، لا غير...!
أستطيع القول إن محاولة صرف انزعاج الفئة الأولى عن وجهته الواضحة مراوغة غير مناسبة وحرف عن محل النزاع، وفي ذلك مصادرة للرأي الآخر.
والمزعج في الأمر أن يحاول بعض من الفئة الثانية، القاء التهمة على هذه الفئة الأولى، مع أنهم ضحايا هذا الاضطراب والتردد.
لذا وددت المساهمة بهذا القليل لتصويب اتجاه ما يدور من حوارات يأمل الجميع أن تقدم الصورة الفعلية دون تشويه لأصحاب الشأن، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه.
تعليقات
إرسال تعليق