«وباء كورونا»



هل هو صفعة للسقوط الأخلاقي الذي يمر بها عالمنا المتوحش وكاد أن يختطف البقية الباقية من الضمير الإنساني على وجه الأرض..؟

نعم، قد يصيب الوباء بعض المؤمنين والمستضعفين، لأسرار ولحكمة لا يعلمها إلّا الله سبحانه، كما يحدث في الزلازل والبراكين والأمطار والفقر وغيرها من البلاءات، ولكنها قد تحمل آيات وعبر وحجج على من يخرجون عن مسار العدالة التي لا تستقيم الحياة البشرية دونها.
فمن ينظر للسياسة العالمية خلال العقود الأخيرة، منذ الحرب العالمية الثانية وولادة ما يسمى بحلف الأطلسي (الناتو) سيرى شبح تحالف (غربي) قائم على استعباد العالم الثالث من خلال قرارات استصدرتها مؤسسات أضفى عليها طابعا قانونيا من خلال سيطرته على مراكز القرار فيها، وبسط نفوذها وهيمنتها على غالبية الدول الأخري وكرس ذلك خصوصا، بعد مواجهة ثلاث تحولات عالمية كبرى، بدت أنها تمثل منافسا وعائقا لتحقيق أهدافه وطموحاته، تمثلت الأولى في يقظة التنين (الصيني) والثانية في انتصار ثورة دينية فلسفتها قائمة شيطنة (الدولة التي يتمحور حولها النظام الدولي القائم).
والثالثة، هي انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يمثل محور توازن ورادعا أمام تغول تلك الدولة - أمريكا-التي تتستر بالنظام الدولي ومؤسساته لمد هيمنتها ومصادرة إرادات وثروات الدول الأخرى، لاستعبادها، بعد اختراق مفهوم (الاستعمار) وانتهاء صلاحيته.
فما هي انعكاسات هذه الصفعة (الغيبية) على النظام الدولي بعد اجتياح هذا الوباء دول حلف الناتو بما فيها أمريكا وانكشاف (هلعهم وعجزهم) بما يمتلكونه من تكنلوجيا وتطور صناعي وعلمي، وتساويهم مع دول العالم الثالث في هذه المحنة...؟!


٢١ رجب ١٤٤١ جري

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحظات تاريخية حول بحث «الأحسائيون ونشأة الدمام » (*)

مجتمع الصاغة ليس (بعض) سفهائه

الوحدة الاجتماعية في التعليم والقضاء بمنطقة الأحساء في 200عام (*)