مراجعة وملاحظات

صورة لزوار الإمام الحسين( عليه السلام) في كربلاء



اعتزلت (الواتساب) طيلة الموسم، حتى يوم 13 محرم، وكانت أرقام المشاركات تظهر أمامي ، وقد تجاوزت المشاركات عشرات الآلاف من الأعضاء المحترمين.
وكنت أتساءل بين حين وآخر، أي محور وأي القضايا تغلب على هذه المشاركات...؟
لم أشك أن قضية الإمام الحسين عليه السلام هي قطب الرحى فيها، ولكن التشعبات منها غير مستبعدة.
التطبير محور موسمي، أداء الخطباء محور آخر، مواضيع المنبر لم تغب عن النقد، إلخ...
فجأة، واذا موضوع (قرار السماح بقيادة المرأة للسيارة) يزعزع تساءلي ويتلاعب بتفكيري في الأمر، فلم استطع إكمال جدولة ظنوني وتقديري لمحور تلك (الآلاف) من تلك المشاركات..!
ولأن اعتزالي كان من أجل (موسم عاشوراء) واجتنابا لأي تجاذبات قد تقلل الفائدة التي أرجوها من أيام الله، فقد أصررت على الاعتزال (الآني) هذا، مع تزاحم (الفلاشات الذهنية) التي تراكمت من خلال عدد من المشاهد التي تسللت الى حياض مواردي من خلال المحيط الاجتماعي.
لم أتعمد رصد تلك (الفلاشات) ولا تزال في حيّزها الغيبي، ولم أرغب في استيلادها، حتى مع أهميتها، لكي أبقى في (ساحة الإمام الحسين عليه السلام) الذي لا يزال يقود عشاقه ومريديه الى ساحة العز والكبرياء، ويفيض عليهم بركاته، كلما حاول السفهاء تجفيف ربوعه وميادينه.
رأيت ساحات المنابر الحسينية تضج بمدامع الموالين، مع ما سبق الموسم من (قصف تشكيكي جائر) من الداخل -مع شديد الأسف- ومحاولات (متعاضدة) للطعن في كثير من أسباب التفاعل الفطري مع طرق إحياء المجتمعات الإمامية الإثناعشرية، باختلاف وتنوع الثقافات التي تتعدد فيها، إلّا إن المشاعر الفيّاضة واللاهبة كانت تمثل براكيناً وحمماً تكتسح كل الشِراك والفخاخ التي اجتهد المتعاضدون بمحاولة (تسجيل حضور) على حساب الموروث (الانساني والأخلاقي) تحت مسميات (مقدسة) كالعلم والعقل وهي بعيدة تماما عن ذلك، مع الجزم بأن هناك من يستغل هذه العواطف الطيبة لحرف مسار الهدف والغاية من هذه الشعائر التي يحييها الشيعة والتي أعلنها الإمام الحسين عليه السلام في بيانه وهو (الإصلاح في أمة جده) صلى الله عليه وآله.
عن جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) ، قال : نظر النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وهو مقبل ، فأجلسه في حجره وقال :
إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبدا.....(*)


١٧ محرّم ١٤٣٩ هجري

-------------------------------
(*) مستدرك الوسائل - ج 10 - ص 318

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحظات تاريخية حول بحث «الأحسائيون ونشأة الدمام » (*)

مجتمع الصاغة ليس (بعض) سفهائه

الوحدة الاجتماعية في التعليم والقضاء بمنطقة الأحساء في 200عام (*)