تحاملٌ أم تكامل ..؟
ربما يتساءل «البعض» لماذا الإصرار والتعريض بـ «السيد علي السلمان» مع ما يمثله من رمزية «دينية واجتماعية» ..؟
ولماذا إثارة هذه الفتن والشحناء، والمجتمع بأمس الحاجة إلى الهدوء ...؟
ومع أن السؤال مقلوب ومعاكس للموضوعية بالنظر إلى حقيقة ما جرى ويجرى على أرض الواقع، إلاّ أننا ندعوا الجميع إلى تأجيل هذه الأحكام حتى إتمام هذه السطور القليلة..!
ويحسب - هذا البعض - أن الأمر مجرد «تعريض» بالرجل...! ثم يضيف، أيضاً: الأمور لا تستحق كل ذلك هذه الكتابات والمواجهة..!..
فهل هو كلام موضوعي في معناه ونتائجه، ولو كان «الطعن في ظهره» و«الألم في خاصرته» لما قال ذلك..!
سأجيب عن هذه التساؤلات من خلال عدد من النقاط، ليعيها هؤلاء الأخوة الكرام من خلال قواعد واضحة ومتينة في مبادئ العقلاء والمتشرّعة من المؤمنين:
القاعدة الأولى: رعاية حقوق الآخرين
١- ندّعي بأن لنا حقاً في رقبة السيد علي السلمان أقرّ هو بجزء منه «سراً» بقوله عن النقاط (١٣) : مُوْ كِلْهِنْ..! ولكنه لم يؤدي ما يستوجب عليه من ذلك تجاه أصحاب هذا الحق، ولم يأت هذا الإقرار «علناً» بما يتناسب وطريقة نشرها العلني بين الناس في منتدى اجتماعي.
٢-إن صفة كل إنسان، رجلاً كان أم إمرأة، صغيراً أو كبيراً ولو كان « رجل دين» لا تبيح له التعدي على «حق الآخرين» أيا كانت صفته، مسلماً أو غير مسلم، صغيراً أو كبيراً.
٣- هناك حقوق تسقط لو تنازل صاحبها عنها، مهما كانت، وأما مع استمرار المطالبة، فلا تسقط ما دام صاحبها «مصرّا» على ذلك.
٤- ربما تسقط الحقوق في حال «غفلة» الإنسان المستَوجبة عليه، ولكن هذه الحجة تسقط مع رفض صاحبها وتمسكه بكامل حقه.
القاعدة الثانية: رد العدوان.
١- استمرار العدوان أمرٌ مرفوضٌ، عقلاً وشرعاً، وهذا ما تشكله النقاط(١٣)، لما فيها من استهداف صريح لجمع من المؤمنين ومنهم شخصي الحقير، كما أنها تتضمن تغريرا بـ «بعض»المؤمنين بأنها تمثل رأياً شرعياً وهي أبعد ما تكون عن ذلك، بل، ما هي إلّا آراء شخصية بحتة لا علاقة لها بالرأي الشرعي من قريب ولا بعيد.
٢-رفع توهّم« البعض» بأن «ظلماً» وقع مني أو من أحد متعلقيّ تجاه السيد علي السلمان، وهذا محض أوهام، فالعكس هو الصحيح، وإثبات ذلك مرهونٌ بجواب صريح وواضح من السيد السلمان نفسه بلا مراوغة ولا مداورة فيه.
٣- إن استمرار هذه الصورة المقلوبة وتبديل مواقع الطرفين «ظلمٌ قبيح وبشع» لا يقبل به عاقل متشرع.
القاعدة الثالثة: نشر الحقيقة.
١-إن تشويه سمعة الآخرين أو تجميلها بالباطل والبهتان فعلٌ لئيم، ترفضه كل المجتمعات الإنسانية، وليس من اللائق القبول الصمت أمام صورة مغلوطة كهذه أو تلك، خصوصا ما يتعلق منها بالطعن في كرامة أحد من المؤمنين أو غضّ النظر عن ذلك لداعي «حفظ كرامة» غيره، وأي عاقل يقبل أن تحفظ كرامة أحد بهدر كرامة آخرين..؟.
٢- إن من الإنصاف أن تنسب الأفعال إلى أصحابها الحقيقيين، لا أن نقوم بالتستر عليها ونسبتها إلى غيرهم، وعلى كل إنسان أن يتحمل تصرفاته بنفسه ولا أن يحمّلها غيره.
٣- إن في تمييع العدوان جريمة أخلاقية، والسكوت عنها وعن مرتكبيها - مراعاة ومحاباة أو بسبب المصالح الشخصية والاجتماعية - وضرراً كبيراً ولذلك آثار سلبية كبيرة.
٤- إن الحق المعنوي للانسان لا يقل قيمة عن الحق المادي، وإن ما حدث - وخصوصا النقاط(١٣)- ليس موقفا عابرا، بل كان تأسيساً لمسار مجتمع كبير يؤسس لفتنة اجتماعية ستمتد سنينا طويلة، وإنني أؤكد بأن موقف السيد علي السلمان ودوره الرئيسي بالنقاط(١٣) سابقاً ومماطلته عنها حالياً- حتى الآن- يعتبر هدفاً خبيثاً وتكريساً لفتنة يُراد استمرارها حتى بعد مماته بعد أن أججها في حياته.
بعد توضيح هذه القواعد الثلاث والتأسيس، أقول :
أولاً:
من منطلق قاعدة الحقوق، فلنا حقٌ نطالب به ولا نزال نصرّ عليه..؟
ثانياً:
من منطلق قاعدة رد العدوان، سندفع الأذى عن أنفسنا، مادام العدوان مستمرا، باستمرار مفاعيل هذه النقاط(١٣) التي يتحمل مسؤوليتها السيد علي السلمان أولا وأخيرا، بإصراره على تجاهل أثرها السلبي ولو على فرد واحد من أسرتي.
ثالثاٍ:
من منطلق «نشر الحقيقة» فلن نقبل بتزييف تاريخ مواقفنا ولا تشويهها ولن نرخص بكرامتنا لحساب كرامة السيد علي السلمان، وليتحمل هو مسؤولية مواقفه بنفسه، فلن نتحملها عنه، حفظاً لسمعتنا ولمستقبل أبنائنا وسمعة وتاريخ أسرتنا.
وأخيراً، فإننا نأمل أن يتفهم أهل العقل والإيمان والمسؤولية كامل الحقيقة لهذا الموقف من الناحية الشرعية والأخلاقية والذي دُفعنا له دفعا وفُرض علينا فرضا ولم نختره لأنفسنا في يوم من الأيام، وإننا على أمل أن يدرك - هذا البعض- أن ابتدار الخير منهج المؤمنين في مواقفهم وعلاقاتهم فيما بينهم، وليس كما قال الشاعر عن أحد مخالفي أمير المؤمنين عليه السلام :
( يذكرني حاميمَ والرمحُ شاجر ... فهلا تلا حاميمَ قبل التقدّم)
وقد لزم تنبيه هذا البعض - من ذوي النيات الحسنة- وقطع الطريق على ذوي النيّات البائسة وبعض الحاقدين ممن يريد جعل هذا الخلاف سلّما لأغراضهم الدنيئة والخسيسة للنيل أكثر مما نالوا من هذه الأسرة الهاشمية العلوية الموسوية حقدا وحسدا، لا لشيئ إلاّ أن رجالها الكرام {قالوا ربنا اللهُ ثم استقاموا} وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الدمام
٢٩ شوال ١٤٣٤ هجري
تعليقات
إرسال تعليق