قناة الجزيرة بين الاستقالات والارهاب..!



بعد استقالة مدير مكتب القناة في برلين "أكثم سليمان" لفت نظري ملاحظات حول هذه الاستقالة الأخيرة وأبرزها ما كشفه من أسباب مغادرته القناة بقوله : إن القناة أصبحت تفتقر إلى المهنية على النقيض تماما من حالها عند انضمامه إليها عام 2002 كما أنها أصبحت تفتقر إلى هيكلية داخلية تحصنها من محاولات المالكين القطريين فرض توجه معين أو جعل المحررين يتدخلون لأغراض سياسية بدلا من معالجتها إعلاميا).انتهى.
فمما يلفت النظر أن استقالة العشرات من مذيعي ومراسلي القناة في بداية "الأزمة السورية" لنفس الدوافع تقريباً دون ذكرها مباشرة، بدءاً من غسان بن جدو وآخرين وانتهاءاً بـ"سليمان" الذي خالف هذه القاعدة وباح بالكثير في لقاءه مع موقع "دويتشة فيليه" الألماني مع أن الإعلامية البارزة "لونا الشبل" التي استقالت قبل الأزمة بمدة طويلة نسبياً أفاضت بالكثير حول ما يجري خلف كواليس هذه القناة ..!
الاستقالة الأخيرة والتصريحات التي أطلقها "أكثم سليمان" أعادت ذاكرتي الى أمور وأحداث سابقة شابتها "بعض الشبهات" وأثارت الشكوك حول علاقات "مثيرة للدهشة” للقناة وعلاقتها بأحداث أخرى كاعتقال “خالد شيخ” عام ٢٠٠٣م واعتقال “ابن الشيبة” بعد حلقة الإعلامي يسري فودة من برنامجه الشهير”سرّي للغاية” وبروز شكوك كثيرة حول دور مقدم البرنامج في القبض على أهم مطلوبَين في هجوم ١١ سبتمبر بعد “ ابن لادن”..!
ومما لا ينسى أيضا اعتقال مراسلها في اسبانيا عام ٢٠٠٨م"تيسير علوني"  والحكم عليه بالسجن (٧) سنوات بتهمة "التعاون مع منظمة ارهابية" خلال تواجده في أفغانستان وكذلك اعتقال مراسلها في باكستان "سامي الحاج" الذي تعاطفنا معه بسبب " سجنه في معتقل غوانتنامو بدون محاكمة"..!
ولكن ما هو مهم الآن بعد تصريحات "أكثم سليمان" عن سبب استقالته وتركه هذه الفضائية التي ملأت دنيا العرب ضجيجاً: ما هو دور القناة في التأثير أو "فرض توجّه" معين على منتسبيها من الإعلاميين ومعدّي برامجها ذات الطابع السياسي والفكري...؟
إنه سؤال يفرضه الدور الذي مارسته هذه القناة خلال ما وُصف بالربيع العربي في العديد من البلدان العربية التي كانت أنظمتها المهترئة تحت مطرقة المطالب "المشروعة" لمواطنيها وسندان هذه القناة "الأخطبوط" الذي امتدت حتى "كهوف" كابل وسكك باكستان شرقاً وصحاري ليبيا وحمامات تونس غرباً ولكنها لم ترغب الاقتراب من معاناة "جارها اللصيق" وهو الشعب البحريني الذي سبق غيره في البلدان العربية بسلمية حراكه لتحقيق " الكرامة الإنسانية" كما أن القناة لم تر في أحداث شرق السعودية وآثارها السلبية مع أهمية جغرافيا المكان وطبيعة الحدث، لم تر فيه قيمة خبرية للمتابعة بل إن القناة فرضت عليه حجاباً بخلاف أحداث الكويت الذي حظي بمتابعة دقيقة شبه دقيقة مما يؤكد رأي آخر المستقيلين "المتذمرين" من سياستها معتبراً أنها حوّلت مراسليها الى "كلاب صيد يطلقها أصحابها حول هذه الدولة أو تلك"حسب تعبيره تبعاً لسياسة دولة قطر الخارجية مع الدول الأخرى...!
إن المتتبع للقناة لا يمكنه فصل "هذه السياسة" عن العلاقة – القطرية الأمريكية الجديدة- منذ سماح الحكومة القطرية للجيش الأمريكي باتخاذ "قاعدة عسكرية" في منطقة "العديد" القطرية والتي تزامنت مع تحول سياسة هذه "القناة" وانفتاحها رسمياً و"بشكل مباشر"على المحتل الصهيوني في فلسطين بل واستقبال أحد رموز الصهيونية " شمعون بيريز" في مقر القناة ....!



        الدمام
٣٠-١٢-٢٠١٣م

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ملاحظات تاريخية حول بحث «الأحسائيون ونشأة الدمام » (*)

مجتمع الصاغة ليس (بعض) سفهائه

الوحدة الاجتماعية في التعليم والقضاء بمنطقة الأحساء في 200عام (*)