المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2020

الأوبئة في مواجهة جهد الفرد والجماعة {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ.....}

صورة
لعل من أبلغ الدروس التي مرت خلال «جائحة كورونا» هو أهمية مفهوم الالتزام «الجماعي» أو ما عرف بعنوان «خليك في البيت» وما تم تطبيقه في العديد من دول العالم بدءا من «ووهان الصينية» والذي أدى إلى لجم وتحجيم «انتشار الوباء» والسيطرة عليه، ولو بشكل جزئي، وقد كان لهذا الاجراء مفعولا إيجابيا في الحد من  كثير من المضاعفات السلبية، في الدول التي اجتاحها هذا الوباء. إن هذه الإرادة «الجماعية» التي تم التقيّد بها- اختياريا أو إجباريا- يكشف أن الأوبئة ذات الطابع المعدي بحاجة إلى تعاون جماعي للقضاء عليها، وأن هذه الأوبئة تشبه في انتشارها، انتشار «المنكر» وكل مرض أخلاقي يصيب المجتمعات تماما، حيث أنها تفتك بالجميع، ما لم يتكاتف الجميع في منع انتشارها بينهم. وهنا تتضح بعض من فلسفة الآية القرآنية الشريفة {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. فمهما اجتهد الفرد بكل طاقته ووعيه، فهو أعجز من أن يكافح وباء - أي وباء، مادي أو معنوي- بمفرده، ولا بد هنا أن يتحمل الجميع مسؤوليته أمام الله وأمام ضميره، ليشكل من إرادته جزءا لا يتجزأ من إرادة جماعية، تكافح لصد...

أنين «فلويد» يزيل المساحيق

صورة
مضى أكثر من نصف قرن ومنذ توقيع قانون الحقوق المدنية في الولايات المتحدة الأمريكية في عام ١٩٦٤م، والذي يقضي بإقرار إنهاء التمييز العنصري ضد السود، بل كل أشكال التمييز القائمة على أساس الدين والمعتقد أو الجنس، ولا تزال الممارسات حاضرة بشكل يومي فيها..! ما كشفه أنّين آخر الضحايا «جورج فلويد» وهمسته «لا أستطيع التنفس» يؤكد أن هناك جرائما ضد الانسانية تحميها تشريعات وقوانين تلك «الليبرالية والديموقراطية» ترعاها جهات رسمية وشبه رسمية، وأنها «قوانين وتشريعات» ضمن منظومة مستترة في صياغات وتقنين للتمييز والممارسات العنصرية، استطاعت أن تحوّل الملايين من البشر إلى أهداف مشروعة بسبب اختلاف لونهم، وتمنح مرتكبي تلك الجرائم براءة وحصانة لأفعالهم، أمام الجميع. فإذن، أكثر من نصف قرن، لم تكن كافية لتفعيل قانون وتشريع «رسمي» لتطبيقه في دولة تمثل «نموذجا لليبرالية العالمية» وتمثل «نموذجا للديموقراطية الغربية» التي تبدو روحا نابضة في خطاب كثير من الناشطين في العالم الثالث، في سياق دعواتهم للانتقال بمجتمعاتهم للتشبّه والاقتداء بذلك «النموذج»...! بعد أكثر من نصف قرن بدأت تتدفق صورة حيّة لما يناقض الصورة المح...