المشاركات

صلاة الجماعة، مكاسب للدنيا والآخرة

صورة
  قد يغفل الانسان عن ترتيب أولويات سلوكه وممارساته الاجتماعية والعبادية، استنادا إلى مفاهيم خاطئة أو تكاسل عن حصاد مكاسب مضمونة. ولأن العبادات في التشريع الاسلامي متعددة ومتنوعة، إلّا أن عمود وأساس هذه العبادات هي "الصلاة" فقد جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وآله (الصلاة عمود الدين، إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها) وكذلك في وصية أمير المؤمنين عليه السلام (الله الله بالصلاة، فإنها عمود دينكم) لذا كان من اللازم على كل عاقل مسلم أن تكون هذه الفريضة محورا ومركزا لاهتماماته وتفكيره قبل أي شيء آخر. وبما أن لهذه الفريضة متعلقات ومقدمات ومستحبات ومكروهات، وردت في نصوص "ثابتة ومتواترة ومعتبرة" تساعد المصلي للخروج بأفضل نتائج يمكن الحصول عليها نتيجة أدائه لها جماعة أو مفردا، فإن أول الثمار "الاجتماعية" لهذه الصلاة هي "الهوية" التي تحدد شخصية المصلي في محيطه الاجتماعي لإبراز ملامحه الظاهرة والباطنة، والتي على أساسها سيتم تحديد قواعد تعامل هذا المحيط بالمصلي نفسه، ولا يخفى أهمية وقيمة "الهوية" للإنسان في مساره ووجوده. ومما ...

البابا يتشرف بزيارة النجف الأشرف

صورة
 وإن تأخرت زيارة بابا الفاتيكان للمرجعية الدينية في النجف الأشرف، إلّا أنها تحققت. كان التجاهل الرسمي من المؤسسات الدولية والسياسية للمرجعية الدينة ممثلة بآية الله العظمى السيد علي السيستاني، بما تمثله في العالم الاسلامي عموما وللشيعة خصوصا، في أصعب الظروف التي عاشها العراقيون بكافة أطيافهم ودياناتهم وبملاحظة الأحداث الخطيرة التي تسارعت في العالم وترابط بعضها ببعض على امتداد مساحة جغرافية في عدة دول، أسبابا أو نتائج، انطلاقا من تثوير سلبي لـ"الاثنيات" العرقية والدينية والطائفية، لذلك كان هذا اللقاء متأخرا نسبيا. كل ذلك يشير إلى الحاجة الملّحة لمثل هذا اللقاء على المستوى الانساني، لاستعادة التوازن الأخلاقي واستعادة العلاقات الانسانية بين المختلفين دينيا واستعادة التوازن في الساحة العالمية بين السياسة ومصالح المختلفين والمتنافسين عليها. أما الدور الرئيس لـ"فتوى المرجعية" التي كانت درعا وحصنا حصينا أمام أبشع تطرف  "باسم الدين" وما شهدته أرض العراق حتى انتقل ببشاعته ونار لهيبه إلى أصقاع الأرض، فكانت ملاذا آمنا لضحايا تلك الوحشية للحفاظ على كياناتهم الانسانية و...

(فصوص)... حسين.

صورة
حسين (فصوص) (*) شخصية فريدة في مجتمعنا، يمتلك جسور تواصل (غير ظاهرة) مع كل فرد من أفراد المجتمع، فقد أنعم الله على هذه الشخصية بمحبة ومقبولية لدى الآخرين، وهذه من النعم التي قل من يحظى بها، يحتفظ التاريخ بكثير من مواقفه الظريفة واللطيفة التي لا تغيب عن جلسائه.  لا أظن أحدا ممن عرف هذه الشخصية (الفريدة) ولم يدخل السرور والبهجة الى قلبه بسبب موقف أو حديث عابر معه، لسبب بسيط جدا، وهو أنه لا يرى حواجزا وسدودا بينه وبين الآخرين، بلا تكلّف ولا شائبة.  يتمظهر حديثه مع الآخرين، دائما بالعفوية الصادقة والبساطة المبهرة بالطُرفة الممزوجة بالتفاعل أحيانا.  ما أسرع أن يتحول غضبه إلى قهقهة صادقة، لذا تراه أنيسا لكل جليس، ومؤنسا في كل مجلس، فهو صديق للصغير والكبير والغني والفقير. شخصية هذا الرجل وهويته الفريدة لا تتأثر بعوامل خارجية، وإن تظاهر حينا بغير ذلك، فما أسرع أن يعود إلى (شخصيته وهويته الحقيقية).  هو جاد وإن تلبس بالفكاهة، كما أن له عزيمة وهمّة قد يحسده غيره عليها، ولامتلاكه هذه الهمّة، لم يثنه حاجز عن التنقل لكسب الرزق بالتجارة حينا والصناعة حينا والمقاولات حينا آخرا....

(البرواز والنجار)....... قصة قصيرة

صورة
      كانت قرية هادئة تقطنها أسر متعددة، تجمعهم مصالح متعددة، منظومتها الاقتصادية تتكون من مصانع متعددة الملاك والتجار، متفاوتة القدرة في ما بينها، ولكنها تدار جميعا وتعمل من قبل أبناء هذه القرية الذين تجمعهم وشائج قربى ومصاهرات، بحيث كانوا أشبه بالأسرة الواحدة من حيث الانسجام في المجموع . وفد على هذه القرية ( شيخ ) فبجلوه ووقروه، حتى تربع على هرم هذه القرية، فأصبح يمثل هرم النفوذ الاجتماعي والديني، ثم امتد نفوذه ليشمل الجانب الاقتصادي ولكن ( بصورة غير مباشرة ) .   المنظومة الاجتماعية في القرية، كانت تعمل بشكل جيد جدا، فكان الجميع ينعم بمردود هذا الانتاج، وبين الحين والآخر تقدم النذور والبركة إلى ( شيخ ) القرية، فكان نفوذه يتمدد في القرى الأخرى المجاورة، نتيجة للوضع الاقتصادي المتمكن والمتفوق في هذه القرية، إلى بقية القرى المحيطة، فكان محط تملق أيضا من الباحثين عن الجاه والوجاهة .   كان من ضمن العاملين والقاطنين في هذه القرية أسرة، و...